صلاتنا الصباحيّة هذا الأسبوع في المدرسة، تخلّلها رتبة تجديد مواعيد العماد، والتبريك بالماء المبارك.
لنفحص ضميرنا، في زمن الدنح هذا، حول مدى أمانتِنا لمعموديّتِنا: في عائلاتِنا، في مدرستِنا، في رعيّتِنا، في أعمالِنا، وفي سائرِ أنواعِ علاقاتِنا...
ولنصلِّ معًا هذه الصلاة، طالبين من الربّ أن يجعلنا شهودًا صادقين له، ونشكره على النعمة العظيمة التي أعطاناها دون استحقاق، نعمةَ أن نلبسَ المسيحَ ونصبحَ أعضاءً في كنيسته المقدّسة:
أيّها الآبُ السماويّ، يا من خلقتَنا لأنّكَ أحببتَنا، وأردتَنا أن نكونَ شركاءَ لكَ في الحياةِ الإلهيّة، وبكبريائِنا رفضناكَ، ولأنّك أبٌ لم تترُكْنا، بل دخلتَ في عهدٍ معنا من جديد، ولمّا أهمَلْنا هذا العهدَ وتركناكَ من أجلِ آلهةٍ آخرى، آلهةِ المالِ والّلذّةِ والشهوة، آلهةِ السلطةِ والكبرياءِ والحقد، أرسلتَ لنا الأنبياءَ ليُعلنوا اقترابَ الملكوت، وضرورةَ العودةِ إليكَ، لأنّكَ وحدَكَ تحبُّنا. ولقساوةِ قلوبِنا تركناكَ وأهمَلْنا وصاياكَ. ورُغمَ هذا بقيتَ تحبُّنا، وتنتظرُنا كما ينتظرُ الأبُ عودةَ ابنِهِ الضالّ.
وفي ملءِ الزمن، أرسلتَ ابنَكَ يسوع فتجسّدَ من العذراءِ ليُعيدَنا إليكَ، فأعطانا المعموديّةَ ومن خلالِها صِرنا لكَ أبناء. أعطيتَنا عائلةً مسيحيّة، وأهلاً يَنقلونَ إلينا كلمتَكَ ويربّونَنا على مخافتِكَ، ورُغم نِعَمِكَ هذهِ كلِّها، نترُكُكَ من جديدٍ، ونُهمِلُ محبّتَكَ لنا، وننسى مواعيدَ عمادِنا، نتناسى وعدَنا لكَ وللكنيسة بأن نكونَ دومًا تلاميذًا لابنِكَ ومبشّرينَ بإنجيلِه؛ فنترُكُ وصيّةَ المغفرة ونفتّشُ عن الانتقام، وعوضَ أن نكونَ رسلَ رجاء، ونخدمَ مَن هُم بحاجةٍ إلينا، نمتلئ يأسًا، ونفتّشُ عن مصلحتِنا الشخصيّة.
لذلكَ نعودُ إليكَ اليوم، نادمينَ على خيانتِنا لحبِّكَ الأبويّ، ونثقُ أنّكَ ستغفِرُ لنا، فأعطِنا القوّةَ لنغفِرَ لأنفسِنا، ونقبلَ ذاتَنا على حقيقتِها ونعملَ على تقدّمِنا الروحيّ، وقوِّنا لنغفِرَ بعضُنا لبعض.
أعطِنا الشجاعةَ لنتوبَ حين نخطأ، والقوّةَ لنسيرَعلى دربِ القداسة، بشفاعةِ أمِّنا مريمَ العذراء، والطوباويّ أبونا يعقوب، وجميع القديّسين، لكَ المجدُ إلى الأبد، أمين.